مَـكْـنَــة،حكاية مدينة
المكنين أو مكنة كما تُسمى قديما و مكنة لفظة بربرية بمعنى الربوة والمرتفع من الأرض .
وبلدة المكنين لها ماضيا عريقا تمتد جذوره إلى ما قبل القرن 13 ميلادي تاريخ تأسيس جامع سيدي بوعبانة ولا شك أن نشأة المكنين تعود إلى القرن الحادي عشر .
ومن أهم المعالم الموجودة بالمكنين : - جامع الكبير المالكي بصومعة ( يعرف بجامع سيدي بوعبانة ) - الجامع الكبير الحنفي يعرف بجامع السوق الدخلاني - أربعة عشر مسجدا توزعت بين سبعة مساجد أحياء ( مسجد لعويدان ، مسجد القعيد ، مسجد بير خليفة ، العطاوي ، بوشهابة ، سيدس إسماعيل ، بن فاطمة ) مساجد زاوية ( سيدس البكاي ، سيدس بوسعادة .. ) و خمسة خلوات ( خلوة سيدي إسماعيل ، سيدي حميدة ، سيدي جمال ، سيدي أحمد ، سيدي كثير ) ستة عشر زاوية ومقام توزعت بين أربعة زوايا ( سيدي العايب ، سيدي عامر، سيدي يوسف ، سيدي محمد بن عيسى ) و أربعة مقامات ( سيدي عبد اغني ، سيدي هميلة ، سيدي فرحات ، سيدي عبد الله ) و ثلاثة قباب ( سيدي عبد الملك ، سيدي عباس ، سيدي عصمان ) وبيوت ( سيدي خليفة ، سيدي جهود ، سيدي بوجناح ) .
نشأت بلدة المكنين في مرحلة التأسيس الأولى على تل صغير وقد تركز السكن في الفترة الوسيطة حول جامع سيدي بوعبانة بإعتباره يمثل النواة التاريخية للبلدة وتكون معه حمام ورحبة وهي فضاء تجاري أمام الجامع المذكور وقد إتخذ هذا التجمع الحضري في البداية إتجاه الشمال والشرق وذلك تحت تأثير الظروف الطبيعية . وفي أوائل القرن السادس عشر عرفت بلدة المكنين مرحلة ثانية من التوسع أتخذ فيها الإمتداد الحضري إتجاه الجنوب ( جنوب التل ) حيث أسست نواة جديدة للبلدة قرب جامع الزقاق ( جامع السوق الدخلاني ) ومعه سوقا أكبر حجما وأكثر تركزا وشمل كذلك التوسع الجهة الشرقية نتيجة قدوم وافدين جدد إستقروا بالجهة الشرقية للبلدة حيث أصبح هذا الجزء من البلدة ملجأ لسكان مدينة المهدية الفارين من الإحتلال الإسباني 1535 م وخاصة اليهود مما يدل على توفر حدّ أدنى أمني وعمراني وديمغرافي حيث أنشئت حارة اليهود في القطاع الشرقي من المدينة . وتميز النسيج الحضري في أواخر القرن 18 بتخطيط شعاعي حيث تلتقي كل الشوارع في مستوى جامع السوق الدخلاني الذي أصبحت ساحته تمثل مركز بلدة المكنين . إمتازت المدينة القديمة بأبوابها الأربعة ( باب الغربي ، باب جديد ، باب الزقاق ، باب الفصيل ) ، كان يوجد باب الزقاق قرب جامع السوق الدخلاني ومن المرجح تحديد موقع هذا الباب في الزقاق الفاصل بين الجامع الأعظم وحومة سيدي بوعبانة من الناحية الغربية للبلدة أما باب الفصيل فهو كان يوجد في نهاية نهج الحبيب ثامر بحومة باب الفصيل وحومة سيدي البكاي من الناحية الشمالية ويُقال أن أصل التسمية لأن هذا الباب كان يفصل بين الحي الذي يسكنه اليهود والأحياء التي يقطنها المسلمون وأما الباب الغربي فالمرجح أنه كان في حومة الباب الغربي يحدها شرقا حميدة بن أحمد الشاوش وجوفا أولاد فتح الله وأما باب الجديد فهو كان يوجد في بحومة باب الجديد داخل بلدة المكنين يحدها قبلة الدار المعروفة بالزريبة وجوفا الحاج عثمان العميري ، ويبدو أن هذه الأبواب إندثرت منذ بدايات العصر العثماني . أهم الأحياء في بلدة المكنين هي حومة سيدي بوعبانة ، حومة السوق الدخلاني ، حومة اليهود كما وجدت أحياء أخرى تحمل أسماء المساجد أو الزوايا القريبة منها ومنها سبعة أحياء : حومة سيدي البكاي ، حومة سيدي عبد الغني ، حومة زاوية سيدي الغريبي ، حومة سيدي يوسف ، حومة سيدي حميدة ، حومة سيدي خليفة الخراز و حومة سيدي محمد القوبين .
تميزت البلدة القديمة بسوق الصاغة الذي يقع في حومة اليهود وفيه الساباط ( السقيفة ) وهو الجزء المغطّى من الطريق والحامل لطابق علوي وهو ذو واجهتين تكشفان على جانبي الطريق خارجه وسباط حومة اليهود ينتصب بالجزء الشرقي من البلدة بتلك الحومة وهو يغطي جزءا من سوق الصاغة ويتكون الساباط من ثلاثة أقبية متقاطعة بنيت بالأجر الملآن وقد كانت تستغل في الفترة الحديثة من طرف اليهود كدكاكين لتجارة المصوغ .
كما يُوجد في نواة البلدة القديمة حمام سيدي بوعبانة وتحديدا في حومة سيدي بوعبانة في نهج عبد الحميد الغضاب الذي يحده من الجهة الجنوبية ولا يفصله عن جامع بوعبانة من الجهة الجوفية سوى نهج يبلغ عرضه قرابة خمسة أمتار ( الرحبة قديما ) وتجمع الذاكرة الجماعية على قدم تأسيس هذا المعلم وتربط تشييده بمسجد سيدي بوعبانة .
يعتبر جامع سيدي بوعبانة أقدم معلم إسلامي بمدينة المكنين وذلك إستنادا إلى نقيشة كانت مثبة به وفيها تاريخ شهر جمادي الثانية سنة 650 هـ / أوت - سبتمبر 1252 م وقد أمر ببنائه الأمير أبو عبد الله محمد الأول الملقب بالمستنصر الحفصي .
ومن أهم المعالم التي تُميز البلدة الجامع الكبير الحنفي أو كما يُسمى جامع السوق الدخلاني أو جامع الزقاقية أو الجامع الأعظم أو جامع الخطبة أو جامع الزقاق الذي يعود تاريخ بنائه إلى سنة 927 هـ / 1520 م وهو التاريخ الذي كان مكتوبا على لوح ظلّ معلقا على بابه إلى حدود عملية الترميم في سنة 1988 .
وغير بعيد عن جامع سيدي بوعبانة نواة المدينة الأولى يوجد المسجد الزاوية سيدي أحمد بن محمد الفزاني المكني الذي تأسس بعد وفاة سيدي حمد سنة 1157 هـ / 1736 م وقد كانت هذه الزاوية مقرا للطريقة الجزولية ببلدة المكنين وشيخها سنة 1304 هـ / 1886 م الخطيب محمد عريفة .
في القرن السادس عشر ميلادي تحولت بلدة المكنين إلى ملجأ للجالية اليهودية الفارة من بطش الإسبان أثناء إحتلالهم للمهدية سنة 1535 م حيث أنشئت حارة اليهود في القطاع الشرقي من البلدة وتقول الرواية إنهم حطوا الرحال في ذلك الوقت بين عرشي أولاد قبيلة والزقاقية الذين كانا في خصام وصراع متواصلين حيث إستقروا في قلب بلدة المكنين قرب السوق الدخلاني ومن المعالم التاريخية لليهود ببلدة المكنين " بيعة اليهود " وهو بيت صلاة وفي أعلاه مبنى مستطيل الشكل أعد لتدريس أبناء الطائفة اليهودية وتم بنائه في حارة اليهود التي تشغل الجزء الشرقي من البلدة وتوجد في زنقة مغلقة وتجاورها مجموعة من مساكن اليهود وتعود أقدم إشارة أرشيفية إلى هذه المنشأة إلى سنة 1890 م .
0 comentar_1:
Enregistrer un commentaire